أعراض الإصابة بفيروس سي

الكبد
يقوم الكبد بمهمّة تخزين كميات كبيرة من الدم لحين الحاجة إليه في بعض الحالات التي تسبّب فقدان كميّاتٍ منه، كما أنّها تُحوّل المواد السكرية إلى مواد دسمة والعكس من أجل الاستفادة منها، كما أنّها تنظّم كميّة السكر في الدم حتّى لا ترتفع ولا تنخفض عن المعدّل المسموح، وأيّ مشكلة قد تصيب الكبد تؤدّي إلى إصابة الجسم بكثير من المشاكل.
 قد تُصاب الكبد بمرض الالتهاب الّذي ينتج عن بعض أنواع الفيروسات، وتمّ تقسيم هذا الالتهاب إلى عدّة أنواع حسب نوع الفيروس المسبّب له وهي:
التهاب الكبد نوع A، ويصيب الشخص بسبب فيروس (HAV).
التهاب الكبد نوع B، ويصيب الشخص بسبب فيروس (HBV).
التهاب الكبد نوع C، ويصيب الشخص بسبب فيروس (HCV).
التهاب الكبد نوع D، ويصيب الشخص بسبب فيروس (HDV).
التهاب الكبد نوع E، ويصيب الشخص بسبب فيروس (HEV).
التهاب الكبد نوع G، ويصيب الشخص بسبب فيروس (HGV).

التهاب ينتج بسبب أمراض في جهاز المناعة، والالتهاب الناتج عن التسمّم من الأدوية أو المواد الكيماويّة.
فيروس سي
 فيروس سي هو فيروس يصيب خلايا الكبد مسبّباً التهاب الكبد الوبائي سي، كثير من الناس الذين يصابون بعدوى التهاب الكبد سي لا يشعر الواحدُ منهم بأيّة أعراض، ويتعافى تماماً دون الحاجة إلى أيّ عناية طبية، وآخرون يصابون بالتهاب حاد مع تعب وفقدان للشهيّة، وتحوّل لون الجلد والعينيْن إلى اللون الأصفر، (وهي حالة تسمى باليرقا)، أما إذا كان الجسم غير قادر على محاربة الفيروس، فقد يتطوّر لدى المريض التهاب الكبد المزمن، الذي يمكن أن يؤدّي إلى تليّف الكبد (تندب الكبد)، أو فشل الكبد أو حتى سرطان الكبد في وقت لاحق في الحياة، إضافةً إلى ذلك فإنّ التهاب الكبد الوبائيّ المزمن هو مرض "الصامت"؛ حيثُ لا تظهر غالباً أيّة أعراض حتى يتضرّر الكبد بشدّة.
إحصاءات عن الفيروس سي
 التهاب الكبد الوبائي سي هو أحد أكثر الأمراض المعدية التي يعاني منها الملايين من سكّان العالم، خاصّةً في الدول النامية والفقيرة، ويوجد ما يقارب ثلاثة بالمائة من السكان على كوكب الأرض ممّن هم مصابون بفيروس سي، بما يصل لحوالي مائة وسبعين مليون شخص، وتزداد تلك النسبة كلّ عام بسبب انتشار المرض، ورغم أنّ الجهود التي تبذلُها الدول عن طريق التوعية والتحذيرات من هذا المرض تحت إشراف منظّمة الصحة العالميّة قد بدأت تؤتي ثمارها وأصبحت نسبة العدوى أقلّ، إلا أنّه يظل هناك أكثر من ربع مليون إنسان ممّن يموتون سنويّاً بسبب أمراض متعلّقة بفيروس سي.  
ينتقلُ فيروس سي بشكل أساسيّ عن طريق التعرّض لدم ملوّث وحامل للمرض، وكلّ الممارسات الخاطئة من عدم تعقيم ونقل للدم دونَ إجراء التحاليل اللازمة وما يرتبط بذلك، كلّ تلك الأشياء تؤدي إلى الإصابة بالفيروس، ويكفي أن نعرف أن مصرَ تعتبر الدولة الأولى من حيث ارتفاع نسبة العدوى بين سكانها بسبب حملات مكافحة مرض البلهارسيا الذي كان منتشراً في الريف المصريّ، وكانت حملات المكافحة تتم باستخدام محاقن زجاجيّة لم يتم تعقيمها بشكل صحيح، حيث أدّت تلك الحملات إلى إصابة ملايين المصريين بالتهاب الكبد الفيروسي سي، وقد توقّفت تلك الحملات نهائيّاً وأصبح معدل العدوى في تناقص، ولكن مع كثرة عدد المصابين حولَ العالم فإنّه يجب أخذ الحيطة دائماً من التعرّض لدمٍ غريب  
أعراض الإصابة بفيروس سي أعراض المرض لا تظهر على جميع الحالات، فتظهر فقط على 20-25% من المرضى، وتحتاج في العادة إلى 6-7 أسابيع كي تظهر، ولكن من الممكن أن تتراوح ما بين أسبوعين إلى ستة أشهر لتظهر الأعراض، وتتفاوت بشدّتها من حالة لأخرى، وهذه أهم الأعراض التي قد تصيب المريض:

الأعراض الأوليّة للمرض في المرحلة الحادّة:
  • ألم في الجهة العلويّة اليمنى من البطن. انتفاخ البطن بسبب السوائل، (استسقاء).
  •  براز بلون الطين الباهت. البول الداكن.
  •  التعب والإرهاق.
  • ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 سيليسيوس.
  •  الحكّة.
  • اليرقان، وهي اصفرار الجلد والعينين.
  •  فقدان الشهيّة.
  •  استفراغ وغثيان.
  •  آلام في العضلات.
 الأعراض التي تظهر على المريض في المرحلة المزمنة:
  • الشعور بالتعب والمرض طوال الوقت.
  •  آلام في المفاصل والعضلات والألم.
  •  مشاكل في الذاكرة على المدى القصير والتركيز وإنجاز المهام العقلية المعقّدة مثل الحساب الذهنيّ، -كثيرٌ من الناسِ وصفَ هذا بأنّه "ضباب الدماغ".
  •  تقلّب المزاج.
  • الاكتئاب أو القلق.  
  • عسر الهضم أو الانتفاخ.
  •  حكّة في الجلد.
  •  آلام في البطن.
 في المراحل المبكرة لا تظهر الأعراض بصورةٍ شديدة على معظم الحالات، وهناك العديد من المؤثّرات الأخرى التي تؤدّي إلى تطوّر المرض، منها: إرهاق الكبد عن طريق تناول الكحول، كما أنّ تناول اللحوم الغنية بالدهون يسبّبُ إرهاقاً للكبد؛ حيث يعمل بأقصى طاقته على تفتيت تلك الدهون وتنقيتها.

 طريقة انتقال العدوى
فيروس سي هو فيروس ينتقلُ عن طريقِ الدم فقط، لذلك هذه أهمّ الطرق التي يمكن أن ينتشر بها:
  • تعاطي المخدّرات بالحقن عن طريق تبادل معدات الحقن.
  • مرافق الرعاية الصحيّة؛ بسبب إعادة استخدام أو عدم التعقيم الكافي للمعدّات الطبية، خاصّةً المحاقن والإبر.
  •  نقل الدم ومنتجات الدم غير المفحوصة.
  • قد ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويمكن أن ينتقل من الأم المصابة إلى طفلها، ولكن هذه الطرق هي الأقلّ شيوعاً بكثير.
  •  لا ينتقل التهاب الكبد الوبائيّ عن طريق حليب الثدي، أو الطعام والماء الملوّث، أو عن طريق المخالطة العارضة، مثل: المعانقة، والتقبيل، وتقاسم الطعام أو الشراب مع شخصٍ مصاب.
علاج فيروس سي
يتمّ التعامل مع الإصابة بالتهاب الكبد C مع الأدوية المضادّة للفيروسات التي تَهدف إلى مسح الفيروس من الجسم، والهدف من العلاج هو عدم وجود الفيروس في الجسم بعد 12 أسبوعاً على الأقل بعد استكمال العلاج، وعلى الرغم من الأدوية لعلاج التهاب الكبد الوبائي المتاحة منذ عقود، وقد تحسّنت تدريجيّاً مع مرور الوقت، إلا أنّ لها آثاراً جانبيّة خطيرة، ويجب أن يُعالجَ الشخص بها لمدة 24-72 أسبوع، وتشمل الآثار الجانبية الاكتئاب وأعراض تشبه الإنفلونزا، وفقدان خلايا الدم الحمراء أو البيضاء الصحيّة، لذلك يوقفُ الكثير من الناس العلاجَ من تلقاء أنفسهم.